مختصر في الزلازل وأحكامها:

مختصر في الزلازل وأحكامها: 1. الزلازل؛ كالكسوف والخسوف، والعواصف، والفيضانات، وغيرها كثير من الظواهر الطبيعية: كلّها من آيات الله سبحانه؛ الدالة على وحدانيته، وربوبيّته وألوهيّته، وعظمته، وقدرته. 2. الزلازل: تذكّرنا بنعمة عظيمة؛ يَغفُل عنها كثير من الناس؛ وهي نعمة ثبات الأرض؛ إذ جعلها الله ثابتة مستقرة، لا تتحرك بأهلها، ولا تَرجُف بهم، ولو كانت كذلك؛ لَمَا طاب عليها عيش. قال سبحانه: (اللهُ الذي جعل لكم الأرضَ قراراً والسماءَ بناءً)؛ فجعلها سبحانه بساطاً، ممهّدة لاستقرار الخلق على ظهرها، والزراعة، والحرث، والبناء، والانتفاع بما فيها من خيرات. قال تعالى: (ألم نجعل الأرضَ مِهاداً، والجبالَ أوتاداً) تثبِّت الأرض. 3. كثرة الزلازل، وشمولها: من العلامات الصغرى للساعة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ قال: (لا تَقومُ الساعة، حتى يُقبَضَ العلم، وتَكثُرَ الزلازل) الحديث، رواه البخاري. والزلازل: تذكّرنا بيوم القيامة؛ حيث تزَلزل الأرض (إن زلزلةَ الساعة شيءٌ عظيم). وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الزلازل تَكثُر ناحية المشرق؛ كالعراق، ونحوه؛ لكن هذا لا يعني أنها لا تكون إلا هناك؛ بل هذا على الأغلب، ولا يمنَع أن تحدُث في غيرها من الأماكن. 4. للزلازل أسباب طبيعية يتكلّم عنها علماء الجيولوجيا)؛ كضعف قشرة الأرض في مكان الزلزال، وانضغاط البخار في جوف الأرض؛ فيسبب تزَلزل ما هو بالقرب منه من الأرض؛ وهذا لا يتعارض مع كونها آية من آيات الله، وأن الله له حكمته البالغة في الزلازل؛ فالأسباب الطبيعية: لا تَحدث إلا بإرادة الله؛ ويجب على المسلم أَلَّا يَنشغل بالأسباب المادّيّة، ويَغفُل عن حكمة الله تعالى وقُدرته. 5. حكمة الله عظيمة؛ لا يمكن للبشر الإحاطة بها، ولله حكمته البالغة، وعدله الكامل في حدوث الزلازل وغيرها، رغم ما يُرى من شر ظاهر؛ كموت الأطفال، والنساء، والضعفاء؛ فينبغي على المسلم أن يُسَلِّم لله تعالى، ويعلم أنه له حكمته البالغة في كل ما يجري في هذا الكون، ويؤمن بذلك تمام الإيمان. ومن حكمة الله في الزلازل: ا. أنها آية يُخَوِّف الله بها عبادَه؛ كالكسوف والخسوف، وغيرهما، قال سبحانه: (وما نُرسل بالآيات إلا تخويفاً)؛ فعلى الإنسان أن يخاف الله عند حدوث هذه الآية، ويتذكر عظمة خالقه، ويستَحقر نفسَه أمام عظمة الله، ويَرجع إليه تائباً مستغفراً، ويُقلع عن الذنوب والمعاصي، ويَحذَر سخطَه وعقابَه وشديد بَطشِه. ب. الزلازل: تُصيب المؤمنين، والكافرين، وما يُصيب المؤمنين منها: قد يكون ابتلاءً لهم؛ يُكَفِّر الله به خطاياهم، ويَرفع درجاتهم، وقد يكون عقوبة لهم، وقد يكون عقوبةً لبعضهم، وابتلاءً لبعضهم الآخَر في نفس البلد؛ وما يحصل من موت الصغار والضعفاء: من جملة الابتلاء. ج. من رحمة الله تعالى: أنه يَصطَفي بسبب الزلازل من عباده شهداء؛ وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن من الشهداء: (صاحب الهدم) الذي هُدم عليه بيته أو ما شابه، فمات بسببه؛ فتُرجى الشهادة لمَن مات بسبب الزلازل؛ لكن لا يُجزَم بها. 6. واجبنا عند الزلازل: ا. اللجوء إلى الله عز وجل؛ بالذِّكر، والاستغفار، والدعاء، والتضرُّع، والإلحاح، وسؤاله الرحمة، والمغفرة، والنجاة من غضبِه وعقابه. ولم يرد دليل على دعاء معيّن خاص بالزلازل؛ فيدعو الإنسان بما يريد مما يناسب هذا المقام. ب. استحب بعض العلماء: الصلاة عند حدوث الآيات التي يخوّف بها الله عبادَه؛ كما في الكسوف والخسوف، وكذلك في الزلازل؛ فيصلّي المسلم رَكعَتَين، أو أكثر، وبعضهم قال: يصلّي كصلاة الكسوف. ج. التوبة الصادقة إلى الله تعالى، والإقلاع عن المعاصي والذنوب، وإعادة الحقوق إلى أصحابها؛ فقد بيّن الله أن المعاصي سبب من أسباب ما يصيب الناس من بأسِه وعذابه، قال سبحانه: (ظهر الفسادُ في البرِّ والبحرِ بما كسبت أيدي الناس)، وقال: (وما أصابَكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم). د. رحمة الخلق، والرفق بهم - سِيَّما الضعفاء -، والعفو، والصفح، قال صلى الله عليه وسلم: (ارحَموا: تُرحَموا، واغفِروا: يُغفر لكم) رواه الإمام أحمد، وصححه الشيخ الألباني. ه. التّصدُّق؛ فقد جاء عن عمر بن عبد العزيز: أنه كان إذا وقع الزلزال: يأمر بالصدقة؛ وهذا من الرحمة بالناس، والإحسان إليهم. (مختصر من كتاب: 22 فائدة في الزلازل وأحكامها، وفتاوى أخرى للعلماء).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق